الالتزام: خصائصه وأنواعه

الالتزام: خصائصه وأنواعه

تعريف الالتزام:

يعرف غالب الفقه بأن الالتزام هو: «رابطة قانونية بين شخصين، يلتزم بمقتضاها أحدهما يسمى مدين بالقيام بأداء مالي لصالح طرف أخر يسمى الدائن».
وتسمى هذه الرابطة من وجهة الدائن «الحق الشخصي أو الدائنية»، وهي الوجه الإيجابي لهذه العلاقة.
وتسمى هذه الرابطة من وجهة المدين «الالتزام» وهي الوجه السلبي لهذه العلاقة.
النظرية العامة للالتزامات

لكن غلبة تسمية الالتزام في هذه العلاقة في الفقه لتأكيد على جوهر هذه العلاقة ودور المدين فيها بخصوص لأنه هو من يقع على عاتقه تنفيذ الالتزام.

 خصائص الالتزام:

الالتزام واجب قانوني:
أي ان القانون يأخذ به ويكفل احترامه عن طريق الجزاء الذي توقعه الدولة عند تخلف عن تنفيذه. وبتالي يتكون الالتزام من عنصرين:
عنصر المديونية: وهو الواجب الملقى على عاتق المدين بالقيام بالأداء المطلوب.
عنصر المسئولية: وهي امكان اجبار المدين ولو قضاء على قيام بهذا الأداء إذا لم يقم به عن طواعية واختيار.
وهناك من الالتزامات لا يجتمع فيها هذه العناصر كالالتزامات الطبيعية وهو كذلك يسمى بالالتزام الناقص.
الالتزام واجب يقع على عاتق شخص معين:
لا يمكن أن يقوم الالتزام دون وجود شخص يتحمل به أي المدين. وبالمقابل فان الالتزام لا يتوقف على وجود من يتقرر الالتزام لمصلحته ولا على تعينه.
وبتالي وجود المدين وتعينه شرط لقيام الالتزام، أما وجود الدائن وتعيينه فيتوقف عليه تنفيذ الالتزام.
محل الالتزام أداء مالي:
فالأداء الذي يلتزم به المدين اتجاه الدائن لبد ان يكون مما يمكن تقديره بالنقود أي أن يكون ذا قيمة مالية.
ولكن ليس بضرورة ان تكون مصلحة الدائن في هذا الأداء مالية بل يمكن ان تكون مصلحة أدبية أو معنوية فقط لبد ان تقدر بالنقود.
وهذه الخاصية هي التي تميز الالتزام عن غيره من الواجبات القانونية غير المالية.
وبتالي الالتزام واجب قانوني ذي قيمة مالية يقع على عاتق شخص معين «المدين».

أنواع الالتزامات:

من حيث المحل:
التزام بإعطاء:
ويقصد به الالتزام بنقل او انشاء حق عيني أصلي أو تبعي على منقول أو عقار.
التزام بالعمل:
ويسمى بالالتزام أو الموجب الإيجابي، وهو الذي يكون موضوع قيام المدين بعمل إيجابي معين.
مثاله التزام البائع أو الواهب بنقل ملكية المبيع أو الموهوب الى المشتري أو الموهوب له.
التزام بالامتناع عن العمل:
ويسمى أيضا بالموجب السلبي وهو امتناع المدين عن قيام بعمل معين كان يحوز له قانونا اتيانه.
مثاله التزام بائع محل تجاري، نحو مشتريه، بعدم فتح محل منافس في منطقة معينة أو خلال مدة معينة.
من حيث الاجبار:
 التزامات المدنية:
وهي التي تتوفر على عنصري المديونية والمسئولية، ويمكن اجبار المدين على الوفاء بها.
الالتزامات الطبيعية:
وهي التزامات قانونية ولكن لا تتوفر على عنصر المسئولية، ول ايمكن اجبار المدين على الوفاء بها وتسمى أيضا التزامات ناقصة.
من حيث الاثار:
 التزام بتحقيق نتيجة:
يكون الأداء المطلوب هنا هو تحقيق نتيجة معينة من طرف المدين وهي النتيجة التي يريدها الدائن.
مثل التزام الناقل بتوصيل الراكب أو البضاعة الى مكان الوصول، حيث يلتزم الناقل بتحقيق نتيجة معينة هي وصول الراكب أو البضاعة الى مكان المتفق عليه.
وهنا يتطابق محل الالتزام مع غاية الدائن، وعليه فاذا لم يتم وصول الراكب أو البضاعة فعلا الى المكان المحدد، فلا يعتبر الوفاء بهذا الالتزام قد تم، حتى لو كان الناقل قد بذل كل جهده في سبيل تحقيق هذه الغاية
التزام ببذل عناية أو بوسيلة:
هنا يكون الأداء المطلوب هو بذل عناية او جهد معين من طرف المدين وليس بضرورة أن يكون مطابقة مع غاية الدائن.
ومثاله التزام الطبيب بعلاج مريضه، فعلاج هو الأداء الذي التزم به الطبيب، وهو لا يمثل الغاية التي يستهدفها المريض، وهي الشفاء فعلا، وإن كان العلاج يؤدي عادة إلى الشفاء.
وبتالي فيكون الطبيب اوفى بالتزامه إذا بدل العناية المطلوبة منه، حتى ولو لم تتحقق النتيجة التي يستهدفها الدائن من وراء الالتزام، وهي الشفاء.
ولمعرفة ما إذا كان الامر يتعلق بالتزام بتحقيق نتيجة أم بالتزام ببذل عناية، يتعين الرجوع الى مصدر هذا الالتزام.
فاذا كان مصدره القانون تعين الرجوع الى النص الذي تقرر هذا الالتزام بموجبه لمعرفة طبيعته.
أما إذا كان مصدر الالتزام هو العقد، تعين الرجوع الى هذا العقد للوقوف على القصد المتعاقدين في هذا الصدد.



إرسال تعليق

أحدث أقدم